الأحد، 28 مايو 2017

مقال صحفي بعنوان (أيام خالدة)

أيام خالدة**


الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الاسلام وجعلنا من أبناء مهبط السلام. نعمة يعرفها العقلاء, ويحسدنا عليها من عاش خارجها, ويحلم بها من كتب له العيش في بلاد لم تهنأ بالاستقرار والأمان. فالحمد لله عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.
   لقد قرن الله في كتابه بين الجوع والخوف كمهددين للإنسان, وكيف أن نعمة الأمن قرنت مع الإطعام من الجوع, ولا تكون إلا في وطن, فلن تكون في غابة بلا ضوابط لها, أو مع غياب مكونات الدولة الشرعية, فالجميع يسمع ويشاهد المشاهد المأساوية في الدول العربية والقريبة منا كيف تحولت من حال إلى حال, من استقرار إلى قلاقل وفتن, من طمأنينة إلى خوف وجوع, من دولة ونظام شرعي إلى غابة وعصابات, يقتل بعضهم بعضاً.
  اما نحن في بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية, فالحمد لله على نعمائه, فلا يصدق عاقل ما نحن فيه من خير, وإن كان هناك من يخالفني فليته يسأل من ذهب لدول العالم المتقدمة دون المتأخرة, ليعرف ما معنى الحياة المطمئنة في السعودية. عشرات الآلاف من ابناء وبنات البلد بعثتهم الدولة على نفقتها ومع ذلك عجزوا على التأقلم والتعايش مع الحياة الغربية أو الشرقية إلا بعد أشهر أو سنوات وعلى مضض, خلاف من عاد ليكمل تعليمه هنا ومعه قصص وتجارب يحكيها عن ما صادفه من مشاكل وعقبات, ومعه دعوات لقادة البلاد وشعبها بالبركة والاستقرار.
  وإن من أتم النعم علينا ما ابدل حزننا على والدنا يرحمه الله الملك عبدالله بفرح انتقال المُلك  لخادم الحرمين الملك سلمان وولاية العهد للأمير مقرن بسلاسة وتوفيق, ليلجموا كل ناعق ونابح من الداخل أو الخارج, وليثبتوا أن الديمقراطيات والجمهوريات التي ينادي بها من لهم مصالح فردية أو مذهبية, لم تحقق ما حققناه منذ قرن من الزمن بمملكتنا المباركة. فالبيعة حلت بدل التعزية, والفرح يمحو الحزن, والوفود تترى في قصر الحكم لتبايع وتشد على يد الاسرة الحاكمة , والألسن تلهج لولاة الأمر وللوطن بالتوفيق والصلاح.
  الحمد لله أن بارك لهذه الأسرة في رأييها وسدد في اجتماعها, فالسلطة تتنقل من قائد إلى قائد والبيعة تمت بحمد الله وفضله, وإن من تمام النعم التي اكرمنا الله بها يوم أمس ان عين الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد, مما اعتبره الساسة والعقلاء صمام أمان وركن استقرار في انتقال السلطة من الأبناء الأبرار إلى الأحفاد الافذاذ. فكم كانت ردود الرأي العام مندهشة من حنكة وحكمة قادتنا, ومن توافق اعضاء الأسرة المباركة حول هذا الأمير, والذي نذر نفسه ليواصل مسيرة نايف رحمة الله, فخير من وليتم القوي الأمين فالحمد لله.
 من شاهد مدن ومحافظات البلاد يوم الجمعة الماضي يشهد الحزن مخيماً على فقد الوالد, ويخالطه فرح البيعة واللحمة. الشوارع لم يعكر صفوها معكر أو يثيرها ثائر, بل الأمن مستتب والشكر والدعاء لله صاعد والرحمة منه والطمأنينة نازلة فهذه نعمة نحمد الله عليها.

د/عبدالسلام شايع النهاري
مستشار اداري وامني


نشر في صحيفة العرين الالكترونية بتاريخ  11 فبراير 2015م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق